في تصريحات مفصلة، تحدث حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك، عن الأبعاد والتحديات التي تواجه القلعة البيضاء على الصعيدين المالي والإداري، مسلطًا الضوء على حجم الصعوبات التي اعترضت طريق مجلس الإدارة الحالي منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، بالإضافة إلى استعراض الجهود المضنية التي بذلت بهدف إنقاذ النادي من أزمات خطيرة كانت تهدد استقراره ومستقبله.
وخلال حديثه عبر شاشة قناة أون إي، أوضح المندوه الصورة القاتمة التي وجد عليها النادي، قائلًا: "عندما تسلمنا مقاليد الأمور في نادي الزمالك، كنا نواجه واقعًا بالغ التعقيد والصعوبة.. كانت الأرصدة المالية للنادي خاضعة للحجز، والقيود المالية كانت تفرض علينا حصارًا خانقًا، بالإضافة إلى ذلك، كان يعتري صفوف الفريق الأول حالة من عدم الانسجام والتناغم بين اللاعبين والجهاز الفني، فضلًا عن وجود مشكلات وتحديات كبيرة في البنية التحتية داخل أروقة النادي".
وأشار أمين الصندوق إلى أن المجلس الحالي تعامل مع هذه الأزمات من خلال وضع خطة شاملة تعتمد على شقين أساسيين، أحدهما يتعلق بالحلول السريعة والآنية، والآخر يركز على الحلول طويلة الأجل والمستدامة، موضحًا: "لقد عملنا على محورين متوازيين، المحور الأول يهدف إلى معالجة المشكلات العاجلة والملحة التي كانت تعرقل مسيرة النادي وتكبله، والمحور الثاني يركز على وضع تصور شامل للاستدامة المالية، باعتبارها الركيزة الأساسية لأي مؤسسة ناجحة، فبدونها لا يمكننا التخطيط للمستقبل أو تحقيق أهدافنا".
وكشف المندوه عن سلسلة من الخطوات والإجراءات الهامة التي تم اتخاذها وتنفيذها خلال الأشهر القليلة الماضية، قائلًا: "لقد تمكنا بفضل الله من فك الحجز عن الأرصدة المالية للنادي، وهو إنجاز كبير كان يجب تحقيقه بأسرع وقت ممكن، كما نجحنا في إنقاذ أرض نادي الزمالك الكائنة بمنطقة ميت عقبة من الضياع، بعد أن كانت القضية قد وصلت إلى مراحلها النهائية وشارفت على صدور الحكم النهائي فيها، وكان من المحتمل أن يتم سحب الأرض من النادي".
وأردف قائلًا: "تعود جذور هذه الأزمة إلى وجود مستحقات مالية متراكمة لصالح وزارة الأوقاف، ولو لم نتدخل في الوقت المناسب وبشكل فعال، لكانت المحكمة قد أصدرت حكمًا نهائيًا ضد نادي الزمالك، ولكن بفضل الله، نجحنا في تسوية هذا الملف الشائك والحفاظ على ملكية الأرض للنادي".
وأكد المندوه أن ما تحقق خلال الأشهر الماضية لا يمثل سوى البداية، مشيرًا إلى أن المجلس الحالي يعمل وفق خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة بناء النادي على أسس مالية وإدارية سليمة وقوية، مضيفًا: "المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة، ولكنها في الوقت نفسه الأهم، لأنها تمثل مرحلة بناء قواعد الاستقرار المالي، فالزمالك يجب أن يمتلك موارد مالية ثابتة ومستدامة تضمن له الاستمرارية والازدهار بعيدًا عن الاعتماد على التبرعات أو اللجوء إلى الحلول المؤقتة والمسكنة".