أزمة الأجانب تضرب الزمالك قبل الميركاتو الشتوي: مطالبات مالية وشكاوى دولية تلوح في الأفق

تعيش أروقة نادي الزمالك حالة من التوتر والقلق في الفترة الحالية، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، في ظل تزايد الأزمات المرتبطة بعدد من لاعبي الفريق الأجانب، سواء فيما يتعلق بالمستحقات المالية المتأخرة أو النزاعات مع أنديتهم السابقة. هذه الملفات بدأت تفرض نفسها بقوة على إدارة القلعة البيضاء، التي تجد نفسها أمام ضغوط كبيرة لإنهاء تلك القضايا قبل تفاقمها دوليًا.

يُعد المغربي محمود بنتايج أحد أبرز اللاعبين المتأثرين بالأزمة المالية داخل النادي، إذ لم يتسلّم كامل مستحقاته حتى الآن. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن إدارة الزمالك طلبت مهلة جديدة من اللاعب ووكيله، من أجل سداد المتأخرات، تفاديًا لتقديم شكوى رسمية لدى الفيفا وتسعى الإدارة لتقديم تسوية مالية مقبولة للطرفين، في محاولة لتجنب أي نزاع قانوني دولي قد يهدد استقرار الفريق.

لم تتوقف المشاكل عند لاعبي الفريق الحاليين، بل امتدت لتشمل صفقات سابقة. حيث كشف عصام الطالبي، نائب رئيس نادي اتحاد طنجة المغربي، عن تقديم ناديه شكوى رسمية ضد الزمالك إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بسبب تأخر سداد أقساط صفقة عبد الحميد معالي.

وقال الطالبي في تصريحات تلفزيونية:

"العلاقة بين الأندية المغربية والمصرية قائمة على الاحترام، لكننا اضطررنا للتحرك قانونيًا بعد تجاهل الزمالك سداد المستحقات رغم الوعود المتكررة".

أما الفلسطيني عمر فرج، فلا يزال بعيدًا عن حسابات المدير الفني يانيك فيريرا، ويواصل تدريباته بشكل منفرد، بعد خروجه من التشكيل الفني للفريق الأول. إدارة الزمالك تسعى حاليًا إلى تسويق اللاعب خلال يناير المقبل سواء على سبيل الإعارة أو البيع، من أجل تحقيق استفادة مالية.

في الوقت ذاته، لم يسدد الزمالك قيمة القسط الأول من صفقة اللاعب لنادي أي كي السويدي، الذي ينتظر استلام مستحقاته من صفقة بلغت قيمتها الإجمالية مليون دولار موزعة على قسطين.

لاعب آخر يواجه الزمالك أزمة مالية بسببه هو الأنجولي شيكو بانزا، المنضم من نادي إستريلا البرتغالي. حيث لم يسدد الزمالك أي قسط من قيمة الصفقة حتى الآن، والتي تم الاتفاق عليها بمبلغ 700 ألف دولار يتم دفعها على مرحلتين.

وبعد مماطلة إدارة الزمالك، قرر النادي البرتغالي التوجه إلى الفيفا بشكوى رسمية للمطالبة بحقوقه، خاصة أن النادي المصري لم يلتزم بوعوده السابقة بالسداد في المواعيد المحددة.

في المقابل، نجحت إدارة الزمالك في إنهاء أزمة مستحقات البرازيلي خوان بيزيرا، بعد تحويل جزء من راتبه المتأخر إلى حسابه البنكي، ما دفع اللاعب إلى التراجع عن الإنذارات القانونية التي سبق ووجهها للنادي.

وكان بيزيرا قد أمهل الزمالك مهلة قانونية انتهت في 15 أكتوبر، مهددًا بفسخ عقده من طرف واحد، استنادًا إلى لوائح "فيفا" التي تسمح للاعب بفسخ عقده إذا تأخر راتبه لأكثر من شهرين متتاليين.

تزايد الشكاوى وتراكم المستحقات المالية يشكلان خطرًا كبيرًا على النادي الأبيض، خاصة أن تكرار الشكاوى أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم قد يؤدي إلى عقوبات مستقبلية، أبرزها الحرمان من القيد، أو خصم نقاط من رصيد الفريق في المسابقات المحلية والدولية.

ورغم جهود إدارة الزمالك في احتواء الموقف من خلال مفاوضات وتسويات ودية، إلا أن ضيق الوقت واقتراب فترة الانتقالات الشتوية يضع الإدارة أمام تحدٍّ صعب يتطلب حلاً سريعًا وشاملاً.

أحدث أقدم